العدوى العاطفية
العدوى العاطفية من المشاهد التي نراها كل يوم في حياتنا، وقد تكون أفعالنا نتيجة عدوى عاطفية بسبب مواقف مكتسبه خلال مراحل حياتنا. الجميل أن التفاعلات العاطفية هي التي تصنع الانجذاب الإيجابي الذي يساعدنا في الإنجاز والعطاء. في النهاية، كل قرار نتخذه في حياتنا تكون العاطفة عامل أساسي فيه دون أن نشعر.
جدول المحتويات
التأثير الجماعي على مشاعرك وتصرفاتك فكرة مُخيفة بالنسبة لي، فهيَ سلاح ذو حدين، قد تكون إيجابية جداً وتطور من ذاتك، وقد تكون سلبية فتزرع داخلك عادات سيئة قد لا تشعر بها لكن من حولك سيلاحظ التغيير. قرأت قبل فترة ورقة بحثية على موقع جامعة هارفرد بعنوان "العدوى العاطفية وتأثيرها على سلوك المجموعة"، طبعاً هذه الورقة البحثية تركيزها على التأثير العاطفي داخل مجموعة مكونة من عدة أشخاص، وكيف أن سلوك المجموعة من الممكن أن يتغير كلياً بالتفاعلات العاطفية. هناك عوامل كثيره تساهم في نجاح المجموعة للوصول إلى هدف محدد، ولكن خلال رحلة الوصول إلى الهدف المنشود هناك تفاعلات عاطفية تحدث بين الفريق قد تساعدهم بخلق مشاعر إيجابية لمواصلة العمل وزيادة الشغف في التعلم والعمل، وقد تكون هيَ السبيل في الإخفاق أو التأخر في الوصول إلى الأهداف المرجوة. الموضوع شائك جداً ولكن إذا كنت مع فريق عمل، حاول تأمل تصرفات الأشخاص الذين حولك ومحاولة معرفة الدوافع العاطفية عند كل قرار وموقف.
في حال تطبيق هذه النظرية على أرض الواقع في نطاق اجتماعي من عائلة وأصدقاء، سنرى خليط من مشاعر الخوف وَالتَّعَجُّب! فتخيل أن لديك ثلاث أصدقاء عزيزين على قلبك (المجموع أربع أشخاص)، وتستمتع بالخروج معهم ومشاركة أفكارك وتجاربك معهم، وفجأة وجدتم أنفسكم في استضافة صديق خامس كله حماس ودائماً يعزمكم ويكرمكم مع الأخذ بالحسبان أن الصديق الخامس "مطنوخ". طبعاً كردة فعل الكل سيبدأ بدخول هذه الدوامة من المعازيم والمطاليق، وصديقنا "المطنوخ" تجده ينشر ظواهر الكرم وتحفيز المجموعة على الإنفاق في سبيل "الوناسة". طبعاً إلى هنا الموضوع جداً طبيعي، وثقافة البساطة وجلسات ستاربكس تبدلت وأصبحت دلة قهوة وعزايم. أكمل لكم القصة، طبعاً المطنوخ بدأ يُدخل أصدقاءه المطانيخ في دائرة الصداقة الصغيرة التي أقحم نفسه فيها عن طيب نية، إلى أن بدأت معالم الصداقات القديمة تختفي والجميع يخسر ما عدا صديقنا "المطنوخ"! الذي يزداد طناخة كل يوم!!
من القصة السابقة نجد أن شخص واحد قد يؤثر سلباً على مجموعة مُتناغمة عاطفياً، وربما يكون عن قصد وربما دون قصد. التركيبة الشخصية لكل إنسان مختلفة عن الآخر، ربما يكون لديك قبول اجتماعي من طبقة مُعينة، فالمطنوخ يميل دائماً إلى المطانيخ، والمُثقف يميل دائماً إلى المُثقفين، ولا يوجد عيب في ذلك، هناك عواطف ومشاعر تجمع بين الأشخاص قد تَولد محبة وترابط عجيب ربما من أول لقاء.
لحظات مُميزة جمعتني مع بعض الأصدقاء لحضور مباراة لكرة السلة، مع العلم أنني لستُ من مُحبيها لكن التأثير الجماعي العاطفي جعلني أُحب مشاهدتها ليوم واحد.
💌 قصاصات الخميس
نشرة بريدية قصيرة لأفكار أو حكايات تستحق التأمل. سيكون الموعد ليلة الخميس من كل أسبوع، أتمنى أن أكون ضيف خفيف ولطيف على بريدك الإلكتروني.