المنفعة الكلية والظلم

الظلم يعتبر حُرمة شرعية، وعواقب الظلم وخيمة على الأفراد والمجتمعات. هناك كثير من القرارات في حياتنا نشعر بها بالظلم دون بناء فهم كامل للأحداث ومعرفة المنفعة الكلية. الحياة تزداد تعقيداً كل يوم، ومواكبة هذه التغييرات والتعلم المستمر هي السبيل لجعلنا نتخذ قرارات تساعدنا في تجنب الظلم أو الخسارة.

أحمد الشمراني
أحمد الشمراني

جدول المحتويات

هناك الكثير من القرارات في حياتنا نقوم بها وندافع عنها بكل ضراوة، وفي قرارة النفس نعلم أنها قد تسبب بعض الظلم على أنفسنا أو على من نُحب، ولكن عندما نرى النتيجة النهائية التي رُسمت لهذا القرار، سنبدأ في قبول تبعات هذا القرار لأن المنفعة الكلية أشمل وأعم. على سبيل المثال، عندما يعرض عليك خياران وأنت تمتلك شركة خاصة:

  • الخيار الأول💰: توزيع مبلغ 100 ألف ريال على مجموعة فقراء ولكن إعطاءك هذا المبلغ سيسبب ضرر وتأخر في بعض رواتب الموظفين لمدة أسبوع.
  • الخيار الثاني💵: توزيع مبلغ 10 الآف ريال على مجموعة فقراء، ولكن لن تسبب ضرر أو ظلم لأي شخص، وموظفينك سيتم سداد رواتبهم في الوقت المحدد.

بطبيعة النفس البشرية التي لا ترضى بالظلم أو الخسارة للغير، ستقول بالتأكيد سأقوم بتوزيع مبلغ 10 آلاف ريال وأتجنب الشعور بالظلم حتى لو كانت المنفعة قليلة. في المثال السابق، ربما تقول إن الإجابة منطقية وواضحة جداً، ولكن في معترك الحياة العملية ستبدو الأمور معقدة جداً، وتحكيم القرارات وقياس المنفعة الكلية ستحتاج لكثير من الجهد والعمل لقياس الضرر وتجنب الظلم. من الممكن أن تجد الكثير من القرارات في محيط الحياة أو العمل تقوم على مبدأ المنفعة الكلية، لكن الظلم والخسارة تكون متواجدة ولكن بدرجات مختلفة. وهنا يجب على صاحب القرار النظر في من وقعت عليه تبعات هذا القرار، ومحاولة إصلاح الحال ورفع الظلم حتى تكتمل المنفعة الكلية. عند إغفال الظلم أو الخسارة والسعي خلف المنفعة الكلية فقط، سيكون هناك ظلم وخسارة دائمة ومع الأيام والسنوات ستتضخم الخسائر وينتشر الظلم ويصبح الحل صعب ومكلف جداً.

في النهاية مهمة تحويل الظلم أو الخسارة إلى منفعة هي مسئولية كل من يكون في يده قرار مؤثر، وهذه المسؤليه تتطلب الكثير من المهارات والخبرة العميقة لإيجاد الحلول العادلة. ومن أهم المهارات التي يجب أن يتحلى بها صاحب القرار هي تحليل الوقائع بالتفصيل، بالإضافة إلى تقصي الحقائق ومهارة البحث عن حلول إبداعية. في المقابل، بعد كسب المهارات اللازمة وتوظيف الخبرات في عملية التحويل، يأتي دور عامل الوقت لإنشاء عملية التحويل بشكل عادل ومنصف. الرسمة التوضيحية بالأسفل تشرح بكل بساطة مفهوم تحويل الظلم أو الخسارة إلى منفعة كلية.

مصادر: نشرة تدوينات قصيرة

أفكار قصيرة 💡

أحمد الشمراني Twitter

أحمد الشمراني بدأ التدوين من عام 2006 في مدونة خاطرة بيضاء، من أوائل المدونين السعوديين في تلك الحقبة الزمنية. طالب علم في هذه الحياة، مُتخصص في إدارة الموارد البشرية. مُبتعث سابق لبلاد العم سام.