المرة الأولى واللوزة الدماغية

عندما نفكر في المرة الأولى لأي شيء سنقوم بشكل لا إرادي باستثارة مجموعة مشاعر وعواطف مرتبطة بتلك الذكريات سواء كان جميلة أو بشعة. هل تعلم أن دماغك يقوم بتخزين الذكريات ويرفق معها أحاسيسك ومشاعرك في تلك التجربة خاصة إذا كانت لأول مرة!

أحمد الشمراني
أحمد الشمراني

جدول المحتويات

المرة الأولى لأي شيء هيَ أهم تجربة يمر فيها الإنسان في حياته ويصعب عليه نسيان تفاصيلها. هناك مرة أولى لكل شيء: أول حُب، أول سيارة، أول بيت، أول يوم عمل، أول مولود، ونستمر في اكتشاف المرات الأولى في حياتنا كل يوم. ما يميز التجربة الأولى هيَ كمية المشاعر التي تختلط مع الخوف نتيجة لانعدام التجربة والتردد في مواجهة الفشل. في المقابل النجاح في التجربة الأولى دون أي أضرار جسيمة هيَ نعمة يجب أن نشكر الله عليها، لأن هناك تجارب أولى قد تسبب أضراراً نفسية مستدامة. للأسف هناك من يتهرب من التجربة الأولى، ويحاول الابتعاد عنها بقدر الإمكان، وهنا يا صاحبي تكون خسرت أمراً مهماً جداً وهوَ شرف المحاولة الأولى وتسجيل تجربة ثرية قد تكون لك عون في المستقبل.

جمال التجارب الأولى الناجحة يكمن في قدرتك على جعل التجربة الأولى مميزة جداً، هناك من يُحب أن يرافقه صديقه المقرب أثناء التجربة الأولى، وهناك من يفضل سماع صدى صوت محمد عبده، وهناك من يستمتع بالهدوء والسكينة. هيَ رغبات مختلفة لصناعة تجربة لا تنسى وتكون دافع قوي لزيادة رصيد ذكرياتك بشكل مستمر دون توقف.

تقول إليزابيث بيركلي: يستمتع المرء عندما يذهب إلى مكان يزوره لأول مرة، يرى كل شيء هناك جميل وغاية في الروعة. تفاصيل المرة الأولى أو التجربة الأولى لا تنسى، فالدماغ بشكل عجيب يقوم بجمع جميع التفاصيل التي حولك لخلق تجربة فريدة من نوعها، عندما تشعر أن المكان مألوف والأصوات تأخذك إلى ذكريات بعيده جداً كأنك تعيشها الآن، فهذه المشاعر يكون مصدرها اللوزة الدماغية. وهذا الجزء الصغير من الدماغ يكون مسؤولاً عن تنظيم المشاعر والأحاسيس، حيث تقوم بمعالجة الخوف والغضب والمتعة. يقوم الدماغ بتخزين الذكريات ولكن اللوزة الدماغية تقوم برصد وتحديد المشاعر المرافقة لهذه للذكريات.

هذا الأسبوع قمت ببيع أول سيارة امتلكها (أفالون موديل 2007)، لا أخفيكم أشعر ببعض الحزن عليها بعد ما قمت ببيعها بمبلغ زهيد بسبب أعطالها الكثيرة. لكن لكل شيء نهاية ويجب أن نحترم هذه النهايات خاصة عندما تقترن مع الذكرى الأولى.

صورة وذكرى 📸

أحمد الشمراني Twitter

أحمد الشمراني بدأ التدوين من عام 2006 في مدونة خاطرة بيضاء، من أوائل المدونين السعوديين في تلك الحقبة الزمنية. طالب علم في هذه الحياة، مُتخصص في إدارة الموارد البشرية. مُبتعث سابق لبلاد العم سام.