طلب استرجاع تذكرة طيران

لن أنسى التعويض المادي والمعنوي الذي حصلت عليه من شركة الخطوط الأمريكية للطيران، كان خطأ بسيطا ولكن تعويضا بقيمة 1,300 $ كان كبيراً جداً بالنسبة لطالب مبتعث في أمريكا، وموقف لن أنساه أبدا من قلب مدينة شارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية.

أحمد الشمراني
أحمد الشمراني

جدول المحتويات

أثناء دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية قررت في إحدى الإجازات السفر من مدينة ممفيس في ولاية تينيسي، إلى مدينة شارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية. الهدف من الرحلة كان لزيارة أحد الزملاء وقضاء فترة الإجازة في ولايات الساحل الشرقي.

المُهم، كانت رحلة العودة بتاريخ 18 يوليو من عام 2014. قمت بالذهاب لإنهاء إجراءات السفر وتسليم الحقائب لموظف الخطوط الجوية الأمريكية. كانت الإجراءات سريعة وتم إعطائي بطاقة ركوب الطائرة واخترت مقعداً في منتصف الطائرة بجانب النافذة.

صراحة أنا من الأشخاص الذي يحبون التأخر في ركوب الطائرة خاصة في المطارات الأمريكية، حيث يبدأ النداء الأول باستقبال الجنود الأمريكان وعوائلهم من كافة القطاعات، والنداء الثاني لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، والنداء الثالث لمن يحملون عضويات فضية وذهبية من خطوط الطيران، وفي النهاية يبدأ تفويج الركاب على دفعات حسب مكانك في الطائرة. وأصدقكم القول إنني أُحب دائماً أن أكون أول الناس، ودائماً أحرص على التبكير في جميع مساعي الحياة ولكن ليسَ في المطارات.

عندما شاهدت آخر راكب يتوجه لقص تذكرة الصعود للطائرة، هممت بالذهاب وإنهاء الإجراءات الروتينية من فحص تذكرة الصعود وبطاقة الهوية ولكن المفاجأة أن موظفة خطوط الطيران قالت: لا يوجد مكان لك في الطائرة!! وكان الرد الطبيعي أن لدي حجزاً مؤكداً ومعي بطاقة صعود للطائرة تحمل رقم المقعد بكل وضوح، وفوق كل هذا حقائب سفري كانت على متن الطائرة. جاءني الرد بكل برود تستطيع الذهاب لمكتب خطوط الطيران وحجز رحلة أخرى، والحقائب سيتم إيداعها في مدينة ممفيس في ولاية تينيسي. الأسلوب في التعامل والنظرات كانت غير مريحة، شعرت بالعنصرية والاستغلال لضعف حيلتي في الرد عليهم وعلى ادعاءاتهم الواهية. ذهبت في النهاية إلى مكتب خطوط الطيران حيث استقبلتني سكرتيرة مدير المكتب، وطلبت رؤية مدير المكتب لأحكي له قصة مؤسفة حدثت لي مع موظفين يعملون لديكم. قالت لي بكل برود تفضل خارج المكتب وانتظر في الخارج! وبعد لحظات جاءت ومعها تذكرة طيران من الدرجة الأولى على ممفيس وشيك نقدي بقيمة 1300 دولار أمريكي، للأمانة كان المبلغ يعتبر كبيراً على طالب مبتعث وأيضا على شخص لم يدفع إلا 250 دولارا على تذكرة الطيران عن طريق أحد المزادات.

اعتقد انني أتحمل جزء من الخطأ، وكنت وقتها  منفعل كثيراً بسبب التغيير المفاجئ بموعد الرحلة، واتذكر انني لم اخذ كفايتي من النوم. فأعذروني يا اصدقائي الأمريكان، وشكراً على التعويض الذي اصبح صورة من الذكرى.

صورة وذكرى 📸

أحمد الشمراني Twitter

أحمد الشمراني بدأ التدوين من عام 2006 في مدونة خاطرة بيضاء، من أوائل المدونين السعوديين في تلك الحقبة الزمنية. طالب علم في هذه الحياة، مُتخصص في إدارة الموارد البشرية. مُبتعث سابق لبلاد العم سام.