المتعة في الصغائر

العادات هي التي تصنع الفرق الجوهري بين شخص وآخر، عندما نقوم بصياغة العادات الصغيرة ونقوم بتطويرها لتصبح قوة إبداعية لرصد الفرص، هنا فقط يبدأ دورك في اختيار حجم الفرصة والوقت المناسب لتحويل الفكرة إلى نجاح. أجزم دائماً أن العادات الناجحة تبدأ دوماً في عملية تفكيرك وتعاطيك مع الأحداث اليومية في حياتك.

أحمد الشمراني
أحمد الشمراني

جدول المحتويات

(1)

نشاهد في بعض الأحيان أناس تستمتع جداً في عمل الأشياء الصغيرة وتستشعر لذتها بكافة جوارحها، ولكن عندما نقوم بنفس العمل في محاولة تلذذ نفس المتعة، نتفاجأ أنه لا توجد متعة ونبدأ بالتكاسل كل دقيقة حتى نتمنى أن ننتهي من هذا العمل في أسرع وقت. هذه المشاعر نجدها في حياتنا دائماً، عندما نحاول تقليد عادات جميلة وإبداعية ولكن نفاجئ أنها مُنهكة لنا عقلياً وربما جسدياً، والسبب في هذا التقليد أننا نجد الطرف المقابل يعيش التجربة بكل تفاصيلها ولديه الشغف للبحث عن المزيد دون كلل أو ملل، ونعتقد نحن بكل سذاجة أن هناك لذة فريدة من نوعها في هذا العمل ويجب علينا المحاولة في تبني هذه الأعمال والعادات في حياتنا! ولكن في المقابل عندما تتعلم وتبدأ بتغيير زوايا تفكيرك، عندها تصبح العادات فن إبداعي خاص بك، وستنتقل إلى مرحلة تجد فيها أن صغائر الأمور قد تصنع فارق كبير في حياتك، وقد تدفع بك إلى الأمام بكل قوة. في هذه المقدمة أردت فقط التنبيه أن المتعة في الأشياء الصغيرة المحببة للنفس هي التي تشعرك بالسعادة والرضاء عن ذاتك، والمحظوظ في هذه الحياة هو من يجد شغفه في عمر مبكر.

(2)

تعلمت خلال السنوات الماضية، أن الفرص الصغيرة تأتي للجميع دون استثناء ولكن تعاملنا مع هذه الفرص تختلف من شخص لآخر. الكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي قالت إن ‏الفرصة تأتي غالبا متنكرة خلف قناع من سوء الحظ أو الهزيمة المؤقتة حاول أن تستغلها في كلتا الحالتين. وهنا يأتي دورك في الاقتناص. طبعاً قد تستغرب أني بدأت حديثي بعمل الأشياء الصغيرة بمتعة والآن أُحدثكم عن كمية الفرص التي قد تراها كل يوم دون وعي! الموضوعين مترابطين جداً لان الفرص عبارة عن عملية اكتشاف وبحث ولكن لن تبدأ في إدراك الفرص حتى تطور من عاداتك التي ستساعدك دائماً في رؤية الفرص بشكل واضح، وكما يقال إن أفضل الفرص في حياتك هي الفرص التي تقول لها "نعم"، أو حياتك ستبقى على ما هي عليه إذا كانت إجابتك "لا".

دائماً يستوقفني هذا الاقتباس من الدكتور غازي القصيبي رحمة الله عليه:

إذا نظرت إلى أي عمل على أنه تجربة غنية و خصصت له كل ما تملك من طاقات فـسوف تجد أن هذا العمل يحقق لك كثيراً من الرضا النفسي و السعادة، و إذا نظرت إلى أي عمل مهما كان العمل على أنه روتين و أنه مفروض عليك و عذاب لا بد من قضائه فـسوف يصبح هذا العمل مملاً كائناً ما كان، و أنا اعتقد أن هذا القانون يسري على كل شيء في الحياة الأعمال لا تختلف، و لكن البشر يختلفون تجد العمل نفسه يؤديه انسان بنفس سمحة و بـوجه طلق و بأسارير متهللة، و يحصل من هذا العمل على كثير من الرضا بينما غيره لا يحصل على شيء لأنه يأتيه بعقلية مختلفة يأتيه بعقلية الأخذ .
علمتني الحياة 🧠

أحمد الشمراني Twitter

أحمد الشمراني بدأ التدوين من عام 2006 في مدونة خاطرة بيضاء، من أوائل المدونين السعوديين في تلك الحقبة الزمنية. طالب علم في هذه الحياة، مُتخصص في إدارة الموارد البشرية. مُبتعث سابق لبلاد العم سام.