أزمة منتصف العمر

العالم يتغير بسرعة مخيفة عن كل عام، وهناك أعياد ميلاد في مظاهرها صارت غريبة وصاخبة، والهدوء أصبح سمة مستغربة، ومن يراك بالصدفة تقرأ كتاباً تصبح في أنظارهم المثقف المغوار. كل يوم تزداد مظاهر البذخ في تواجد المعلومات وطرق الحصول عليها، وهذا الكم الهائل من المعلومات قد يسبب إغراقا فكرياً في المجهول.

أحمد الشمراني
أحمد الشمراني

جدول المحتويات

اليوم هوَ يوم ميلادي من عام ٢٠٢٢، أكملت ٣٤ عاماً في الحياة وبدأت أقترب من أزمة منتصف العمر. السنوات الآن تمر بسرعة ونلاحظ أن من يعيش الثلاثين يشبهون من هم في العشرين، ومن في الأربعين تظهر عليهم ملامح الثلاثين ولكن الاختلاف هو في حجم الذكريات والإنجازات. هي معادلة بسيطة كُل ما زاد عمرك في الحياة، من المفترض أن تزيد ظاهرياً ذكرياتك وإنجازاتك، لكن إذا كانت ذكرياتك وإنجازاتك ثابتة أو تتحرك بشكل بطيء خلال السنوات الماضية، هنا يجب عليك مراجعة قراراتك في الحياة، وربما إعادة تقييم وضعك الاجتماعي والتعليمي وربما النفسي!

السنة الماضية أصبحت أكثر عزلة من السابق، وقمت بالابتعاد عن شبكات التواصل الاجتماعي، ولأول مرة يستمر معي هاتفي النقال أربع سنوات مُتتالية مع انكسارات في الشاشة، وتصوير مغبش واستجابة أقل للشاشة، ولكن للأمانة أصبح لا يهمني كثيراً لأنه يؤدي الغرض بأن أكون قريب قليلاً عما يدور في العالم. في محاولات يائسة كنت أحاول حذف تطبيق الواتس أب، وعيش تجربة الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية، ولكن للأسف المجتمع السعودي يعتمد اعتمادا كبيرا جداً على هذا التطبيق، وقد يتعذر إرسال طلبية أمازون إلى بيتك لأنك لا تمتلك واتس آب لإرسال موقعك.

شوشرة التقنية سرقت منا القراءة المركزة للمواد المعرفية الطويلة، وبدأ العالم كله يتشكل على تغريدات وسنابات منوعة غير مترابطة، ويكون على عاتق المتلقي أن يحلل ويستنتج وهذه المهمة رغم بساطتها فهي جوهر مهم جداً في تكوين وتطوير عقلية واعية، فمن سبقوك قد يكونون أذكى وأبرع في التعاطي مع المعلومات لكن ليسَ الكل يستطيع فك طلاسم سيل ضخم من المعلومات يتوافد لنا من كل التطبيقات والمواقع الإلكترونية.

في العام الماضي قمت بشراء جهاز للكيندل من أمازون، وصراحة لم تكن تغريني القراءة بالأجهزة اللوحية ، وكنت أرى أن الكتب الورقية هي التي تعطيك التجربة الكاملة في فهم المحتوى، وأيضا لا ننسى ميزة الشخبطه على الأوراق الصفراء. كتجربة لم تكن مغرية صراحة لأن لا يوجد أحد من المحيط حولي قام بتجربة جهاز الكيندل ، والمفاجأة بعد تجربتي الشخصية وجدت فوائد عظيمة أحببت أن أشاركها معكم في يوم ميلادي:

  • حبر إلكتروني📑: هذه الميزة فريدة من نوعها، فعندما تقوم بالقراءة من جهاز الكيندل، ستشعر بأنك تقوم فعلياً بالقراءة على ورقة دون أي انعكاسات مزعجة على الشاشة.
  • مخزن للإقتباسات🦉: عندما يكون عندك جهاز الكيندل، فأنت تستطيع تظليل أي مقطع يعجبك أثناء القراءة، وسيقوم بحفظه على جهازك، ولكن هناك مميزات أخرى تستطيع فيه جعل هذه الإقتباسات جزء من حياتك عن طريق بناء عقلك الرقمي الثاني، وقد تحدثت سابقاً عن هذه الفكرة الخلاقة.
  • قراءة 5%📖: هناك مبدأ جميل في تطبيق الكيندل، وهو أن يسمح لك بقراءة جزء من مقدمة الكتاب وبعدها تستطيع أن تقرر شراء الكتاب من عدمه. طبعاً في بعض الأوقات تكون قراءة المقدمة ظالمه للكتاب وهنا يجب عليك التحري في السؤال قبل شراء الكتاب.
  • إرتباط GoodReads📚: كنت في سابق استمتع بحسابي على موقع GoodReads لكن كان متعب جداً أن تبدأ بالقراءة في مجموعة كتب، وفي كل مرة تقوم بإضافة وتعديل المواد التي تقرأها او تخطط قراءتها مستقبلاً. حالياً مع الكيندل الأمر مختلف تماماً، فكل هذه الأوامر ومراقبة الكتب  التي اشتريتها او قرأتها مرتبط إرتباط وثيق مع حسابك في الكيندل و GoodReads.
  • بطارية الكيندل🔋: تخيل أن الكيندل يستطيع الصمود الى 3 أسابيع دون الحاجة الى الشحن! يعتبر استهلاك البطارية ممتاز جداً، وايضاً مدة شحن الجهاز قصيرة.

هدفي الآن في هذا العام هو قراءة ٥٠ كتابا في مختلف المجالات، وأيضا البدء في قراءة الأدب الروسي. قمت بتحديث حسابي في GoodReads وهو موقع يقوم بعرض ما قرأت، وماذا أقرأ الآن. بالإضافة إلى قدرتك على تصفح مراجعات الكتب بكل اللغات.

وكل عام وانتم في أتم صحة وعافية ❤️

علمتني الحياة 🧠

أحمد الشمراني Twitter

أحمد الشمراني بدأ التدوين من عام 2006 في مدونة خاطرة بيضاء، من أوائل المدونين السعوديين في تلك الحقبة الزمنية. طالب علم في هذه الحياة، مُتخصص في إدارة الموارد البشرية. مُبتعث سابق لبلاد العم سام.