حكاية مسمار جحا

في صباح يوم الأحد الماضي، تفاجأت بأن هناك مسمار كبير أفسد الإطار الخلفي دون أي رحمة! أخذت بالتفكير في غرابة الموقف، الغريب ليسَ المسمار، ولكن جودة الصيانة الدورية للسيارة من الوكيل. عن نفسي اهتم جداً بالصيانة الدورية وأحرص على مواعيدها خاصة إذا السيارة جديدة، ولكن المصيبة أن تقوم بالزيارات وتدفع مبالغ كبيره ولا تجد نصيحة بأنه يجب عليك تغيير قطع انتهت صلاحيتها أو حتى إطارات حان وقت تغييرها! خبرتي في صيانة السيارات ضعيفة لهذا أعتمد على موظف الصيانة لتقديم النصيحة الاحترافية. ولا أنكر أن جزءاً من هذا الإهمال احمله نفسي، فإحدى المهارات المهمة قبل الشروع في ركوب السيارة هيَ مراقبة العلامات الحيوية ومن أهم هذه العلامات هيَ عمر الإطارات التي أهملتها بصدق.

عموماً نعود لقصة الإطار المثقوب، قمت بتحميل تطبيق إزهلها ، على أمل أن أجد فزاع في الصباح الباكر يقوم بإنقاذي بتغيير الإطار ولكن للآسف باءت كل المحاولات بالفشل ربما لمحدودية الفزاعين في مدينة الجبيل الصناعية 😄 قمت بالاتصال على رقم ابو سيف، وهوَ شاب من أصول يمانية يوفر خدمات نقل السيارات، طبعاً استعنت بخدماته سابقاً وكان خير عون لي، طلبت من أبو سيف الحضور فوراً بالسطحه لنقل السيارة لأقرب "بنشر". المقصود " بالبنشر " هوَ مكان يقوم بتوفير خدمات صيانة السيارات، وعادة يكون تمركزها في محطات الوقود.

وفعلاً بعد الذهاب إلى أقرب "بنشر" وجدت أمامي وضاح ، شاب يماني قضى حياته كلها في السعودية، وكثير من أهل المدينة يثقون في حكمه ونصيحته. قام وضاح وفريق عمله بفحص الإطارات، وكانت النصيحة بأن أقوم بتغيير الإطارات. من الممكن أن يكون هذا الموقف طبيعي وقد يمر على الكثير، ولكن بالنسبة لي جمال الموقف هيَ بجمال روح وضاح الذي يتحدث معك بابتسامة صادقة، وتلمح في عينيه المتعة والإخلاص في تقديم أفضل خدمة سواء كنت شيخا كبيراً أو شاباً صغيراً! نصادف في الحياة شخصيات مميزة ولطيفة تترك أثراً عميقاً في نفوسنا. إحدى المهارات التي يجب علينا اكتسابها، هيَ أن نكون قادرين على جذب والاحتفاظ بهذه العلاقات الجميلة التي سوف تساعدنا في تجاوز مصاعب الحياة حتى لو كان الثمن مرتفع.

معلومة مثيرة 🎈

أصل كلمة "بنشر" من الانجليزية puncture.

حكاية مسمار جحا 🧙🏻‍♂️

مسمار جحا هي رواية تحكي قصة اثنان باع أحدهم بيته للآخر واشترط في العقد أن يبقى بيع البيت ماعدا مسمار ويكون له الحق في أن يأتي للمسمار كلما أحب فوافق المشتري على أساس أنه أمر وقتي ولكنه فوجيء بحضوره كل يوم صباحاً ومساءً حتى يطمئن على المسمار حتى استاء أهل البيت من ذلك ولكنه لم يقف على فعل ذلك معللاً حقه في المسمار، وظل البائع يذهب يومياً للرجل بحجة مسماره العزيز،و كان يختار أوقات الطعام ليشارك الرجل في طعامه، فلم يستطع الرجل الاستمرار على هذا الوضع، وترك المنزل بما فيه وهرب!!