بلسم يشفي أعمق الجروح

هي الحياة بتفاصيلها الصغيرة ترسم لنا طريق محكوم بأقدار سماوية من رب كريم ودعوات من أناس نحبهم وأحبونا. لا يوجد عام دون صعود وهبوط، ولا عام خال من الأحزان والابتسامات، نحن في النهاية نعيش في مجتمعات إنسانية يعطف بعضنا على بعض، لكن الكثير لا يحب إظهار هذه المشاعر خجلاً أو ربما خوف بأن الوقت غير مناسب، مع أن كل الأوقات مناسبة للبوح بالمشاعر!

في هذا العام، كانت عدد زياراتي للمستشفيات الأعلى في حياتي، وجلست بالساعات في غرف العناية المركزة ورأيت معاناة الإنسان الضعيف والمغلوب على أمره في ظروف صحية قاهره. وفي هذا العام تعرفت على دكاترة أكفاء بجدارة، وتعرفت على حياة مختلفة في أروقة المستشفيات، تجد غرفة ضاحكة بمولود جديد، وغرفة باكية لاستقبال أخبار مؤلمة، وغرفة حائرة يعم عليها الصمت والهدوء. ولن تجد في هذه المواقف، أجمل من ابن يحنو على والده، أو أخ يشد من عزم أخيه، أو زوج يخفف بلطف مرض زوجته.

نجد دائما من هم صادقون في محبتهم لنا ولكن ظهورهم قليل في حياتنا، وفي أوقات الأزمات نجد سواعدهم تهب للنجدة وتبعث بلسماً يشفي أعمق الجروح. إلى كل العلاقات الجميلة في حياتي وحياتكم، اتمنى لكم عام قادم حافل بالفرح والمسرات، وأدعوا لكم جميعا ومن تحبون بوافر الصحة والعافية.